زياد أبو رجائي
البلاغة هي امكانية الوصول إلى كمال المعنى؛ وهي اضفاء جمالية لغوية على الحروف والكلمات بادعاء تماسكها لصياغة نص من خبيئة تمكث خلفه في حيثيات الجملة المفيدة واظهارها بأسلوبية رائعة لها حسن التعبير وقوة التأثير।
قال خالد بن صفوان لرجل كثير كلامه:" إنّ البلاغة ليست بكثرة الكلام, و لا بخفة اللسان, و لا بكثرة الهذيان, و لكنه إصابة المعنى, و القصد إلى الحجة." (1)
من لطائف هذه اللغة وعوامل حيويتها أننا نجد للحرف الواحد من حروف المعاني عدة دلالات أو عدة معان يمكن التعبيرعنها بلاغيا في سياق اقترانه مع الاسم او الفعل.
وسنتكلم في هذا المبحث -ان شاء الله- عن لام غير عاملة(1)؛ قد استقرأ النحويون صورة لها اقترنت بأداة الشرط كثيرا،وأكثر ما تدخل على ( إنْ ) -وقد تدخل على غيرها-. وهي لام الابتداء المفتوحة التي تقلب الشرط الى دلالة قسم، وتوطئ ما يصلح أن يكون جوابا للشرط وللقسم فيصير جواب الشرط محذوفا إذ ذاك لدلالة جواب القسم عليه، وجواب الشرط محذوف سد مسده جواب القسم.ولذلك يبنى ما بعد الشرط على القسم لا على الشرط ، إذ لو بنى على الشرط لدخلت الفاء؛ وبالتالي فالجملةُ تكون جواباً للقسم سادٌّاً مسدَّ جوابِ الشرطِ.
إذن: هي: لام داخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبنيّ على قسم، لا على شرط، ومن ثم تسمى اللام الموطئة للقسم لأنها وطَّأت الجواب للقسم أي مهَّدت له؛ وهي مشعرةٌ بِقَسَمٍ مقدَّر قبلها، ، كما أنها أحد أساليب البلاغة في لغة العرب ألا وهو أسلوب التوكيد؛ بمعنى أنه: يستعمل للايحاء بتثبيت الحكم باستعمال القسم.
القاعدة في ذلك على سبيل الاختصار:
إن جعلت اللام موطئة للقسم كان اقتران ما بعدها بفاء الجواب ترجيحاً للشرط على القسَم عند اجتماعهما ، والأعرفُ أن يرجّح الأول منهما فيعطى جوابَه ويحذف جواب الثاني.
إذا كان القسم مذكورا لا تلزم اللام قبل أداة الشرط؛ أي: تلزم غالبا لدى حذف القسم
إذا اجتمع القسم والشرط وتقدم القسم ولم يسبقهما ذو خبر أنه يجوز أن يكون الجواب للقسم وهو الأكثر، وهذا مذهب البصريين الذي يكرس الجواب للقسم خاصة.
وجمهور النحاة قد اتفقوا على أن اللام أنها تتدخل في حيز لام القسم؛ وأن القسم محذوف، وقد جاء جوابه مصحوبا باللام. نحو قوله تعالى «لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ»
القسم والشرط يدخل كل منهما على الآخر فإن تقدم القسم ودخل الشرط بينه وبين الجواب كان الجواب للقسم وأغنى عن جواب الشرط وإن عكس فبالعكس وأيهما تصدر كان الاعتماد عليه والجواب له.
أمثلة عن الصور التي ورد بها جواب القسم في القرآن
أولاً: الجواب جملة اسمية
مثبة مؤكدة بإنَّ واللام :(الأعراف : 90) {لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ} .(هود : 9) {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ}(ابراهيم : 7) {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} .
مثبتة مؤكدة باللام فقط :(آل عمران : 157) {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}(النحل : 126) {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} .
منفية :(البقرة : 120) {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} .(المائدة : 28) {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ} .(الرعد : 37) {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ}.
ثانياً : الجواب جملة فعلية:
1. فعلها ماضٍ
مثبت أكد باللام :(الروم : 51) {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} .
ماضٍ منفي :(فاطر : 41) {وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}
2. فعلها مضارع
مستقبل مثبت متصل باللام :(النساء : 73) {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} .(الأنعام : 63) {لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}(يونس : 22) {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}
منفي :(الاسراء : 88) {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} .(الحشر : 12) {وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ} .
مضارع مفصول عن اللام :(آل عمران : 158) {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ}
لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لاِقْتُلَكَ(المائدة:28)
------------------------------------------
(1) (الآداب الشرعية- 1/39)
قال خالد بن صفوان لرجل كثير كلامه:" إنّ البلاغة ليست بكثرة الكلام, و لا بخفة اللسان, و لا بكثرة الهذيان, و لكنه إصابة المعنى, و القصد إلى الحجة." (1)
من لطائف هذه اللغة وعوامل حيويتها أننا نجد للحرف الواحد من حروف المعاني عدة دلالات أو عدة معان يمكن التعبيرعنها بلاغيا في سياق اقترانه مع الاسم او الفعل.
وسنتكلم في هذا المبحث -ان شاء الله- عن لام غير عاملة(1)؛ قد استقرأ النحويون صورة لها اقترنت بأداة الشرط كثيرا،وأكثر ما تدخل على ( إنْ ) -وقد تدخل على غيرها-. وهي لام الابتداء المفتوحة التي تقلب الشرط الى دلالة قسم، وتوطئ ما يصلح أن يكون جوابا للشرط وللقسم فيصير جواب الشرط محذوفا إذ ذاك لدلالة جواب القسم عليه، وجواب الشرط محذوف سد مسده جواب القسم.ولذلك يبنى ما بعد الشرط على القسم لا على الشرط ، إذ لو بنى على الشرط لدخلت الفاء؛ وبالتالي فالجملةُ تكون جواباً للقسم سادٌّاً مسدَّ جوابِ الشرطِ.
إذن: هي: لام داخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبنيّ على قسم، لا على شرط، ومن ثم تسمى اللام الموطئة للقسم لأنها وطَّأت الجواب للقسم أي مهَّدت له؛ وهي مشعرةٌ بِقَسَمٍ مقدَّر قبلها، ، كما أنها أحد أساليب البلاغة في لغة العرب ألا وهو أسلوب التوكيد؛ بمعنى أنه: يستعمل للايحاء بتثبيت الحكم باستعمال القسم.
القاعدة في ذلك على سبيل الاختصار:
إن جعلت اللام موطئة للقسم كان اقتران ما بعدها بفاء الجواب ترجيحاً للشرط على القسَم عند اجتماعهما ، والأعرفُ أن يرجّح الأول منهما فيعطى جوابَه ويحذف جواب الثاني.
إذا كان القسم مذكورا لا تلزم اللام قبل أداة الشرط؛ أي: تلزم غالبا لدى حذف القسم
إذا اجتمع القسم والشرط وتقدم القسم ولم يسبقهما ذو خبر أنه يجوز أن يكون الجواب للقسم وهو الأكثر، وهذا مذهب البصريين الذي يكرس الجواب للقسم خاصة.
وجمهور النحاة قد اتفقوا على أن اللام أنها تتدخل في حيز لام القسم؛ وأن القسم محذوف، وقد جاء جوابه مصحوبا باللام. نحو قوله تعالى «لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ»
القسم والشرط يدخل كل منهما على الآخر فإن تقدم القسم ودخل الشرط بينه وبين الجواب كان الجواب للقسم وأغنى عن جواب الشرط وإن عكس فبالعكس وأيهما تصدر كان الاعتماد عليه والجواب له.
أمثلة عن الصور التي ورد بها جواب القسم في القرآن
أولاً: الجواب جملة اسمية
مثبة مؤكدة بإنَّ واللام :(الأعراف : 90) {لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ} .(هود : 9) {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ}(ابراهيم : 7) {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} .
مثبتة مؤكدة باللام فقط :(آل عمران : 157) {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}(النحل : 126) {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} .
منفية :(البقرة : 120) {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} .(المائدة : 28) {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ} .(الرعد : 37) {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ}.
ثانياً : الجواب جملة فعلية:
1. فعلها ماضٍ
مثبت أكد باللام :(الروم : 51) {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} .
ماضٍ منفي :(فاطر : 41) {وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}
2. فعلها مضارع
مستقبل مثبت متصل باللام :(النساء : 73) {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} .(الأنعام : 63) {لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}(يونس : 22) {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}
منفي :(الاسراء : 88) {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} .(الحشر : 12) {وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ} .
مضارع مفصول عن اللام :(آل عمران : 158) {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ}
لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لاِقْتُلَكَ(المائدة:28)
------------------------------------------
(1) (الآداب الشرعية- 1/39)