زياد أبو رجائي
الكلمة كما يعرفها
النحاة ؛ هي: القول المفرد . وبالاستقراء تم لعلماء العربية -رحمهم الله- حصر أقسام
الكلمة في لغتنا الجميلة إلى ثلاثة أقسام لا رابع لها ، فقد تتبعوا ذلك في كلام
العرب عبر الشواهد الشعرية والنثرية التي وصلت بالتواتر بين القبائل.
وجدوا أن الكلمة إما
تكون :
1- كلمة دلت على معنى
في نفسها دون ان تتقيد بالأزمنة الثلاثة ( الماضي والمضارع و الأمر ) وتكون علامة
او وسما على مسماه ، وتم تحوير كلمة الوسم الى الاسم
2- كلمة دلت على معنى
في نفسها واقترنت بالزمن ، وتكون دلالة على حدث صادر عن فاعل ، وتم تسميتها فعلا
3- كلمة تدل على معنى
في غيرها لا في نفسها ، ولا يقترن بزمن ، فلا يظهر معناه إلا إذا اقترن بالنوعين
السابقين ( الاسم والفعل ) بمعنى انه طرفاً في الدلالة على المعنى ومن ثم وجدوا
تسميته بالحرف أي الطرف
خصائص الحروف :
مثال : حروف الجر
والجزم والاستفهام وحروف النصب
-
فحرف الجر يحمل في معناه اكثر من معنى لا تتم معرفته إلا في سياق الجملة
مثال : فأما حرف
الباء غير الزائدة فقد ذكر النحويون لها ثلاثة عشر معنى منها الالصاق
والتعدية والاستعانة والتعليل والمصاحبة والقسم.
ثم إن همزة الاستفهام
قد ترد لمعان أخر، بحسب المقام ، فالتسوية : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ
عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ
لَا يُؤْمِنُونَ (البقرة:6)
استفهام التقرير :
أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا
إِبْرَاهِيمُ (الانبياء:62)
استفهام يعني
التوبيخ: نحو " وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ
أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ
الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا
كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ
تَفْسُقُونَ (الاحقاف:20)"
كذلك الأمر في
كلمة ( خلا ) فإذا كانت حرفاً جرت الأسم المستثنى بها، نحو: قام القوم خلا زيد.
وإذا كانت فعلاً نصبت الاسم المستثنى بها، نحو: قام القوم خلا زيداً. وكلا الوجهين،
أعني الجر والنصب، ثابت بالنقل الصحيح عن العرب.
من
خصائص الاسم :
-
ثم تبين لهم ان الاسم يستغني عن القسمين الآخرين ( الفعل و الحرف ) حيث يتم الكلام بجملة تخلو منهما ، بخلاف الفعل والحرف فلا يستغنيان عن الاسم.
-
سمّي الاسم اسماً لأنه علا بقوته على قسمي الكلام : الحرف والفعل ، والاسم أقوى منهما بالإجماع لأنه الأصل ، فلعُلوّه عليهما سمي اسماً
-
له خمس علامات أساسية : التنوين - الجر - النداء - أل التعريف - الاسناد إليه
أي الإسناد إلى الاسم، وهو أن تَنسُبَ إليه ما تتم به الفائدة، وهذه العلامة من أقوى العلامات المختصة بالاسم، فلا إسناد في الكلام إلا إليه، سواء أكان إثباتا أو نفيا.
-
مثال الإثبات قوله تعالى {{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَنِي}}. الانعام:79.
-
الشاهد فيه إسناد الفعل (وجه) إلى الفاعل، وهو ضمير المتكلم (ت) .
-
-
ومثال الإثبات أيضا قوله تعالى {{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}}. المجادلة:1
فهنا شاهدان في كل منهما مُسْنَدٌ ومُسْنَدٌ إليه:-
الشاهد الأول: (قد سمع الله) فالفعل (سمع) مسند، ولفظ الجلالة(الله)مسند إليه.
-
الشاهد الثاني: (تجادلك) فالفعل (تجادل) مسند، والضمير المستتر فيه العائد إلى الاسم الموصول (التي) مسند إليه.
-
-
ومثال النفي قوله تعالى: {{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}}.
فالمسند هو نفي وجود كفء، والمسند إليه (أحد) أي لم يكافئْ اللهَ تعالى ولم يماثله أحد من خلقه.
من خصائص الفعل :
-
يقترن بثلاث ازمنة : الماضي - الحاضر(المضارع) - الأمر
-
المضارع : بسبب مشابهته الاسمَ بخلاف الأمر والماضي فإنهما لا يعربان، وبسبب هذه المشابهة سمي مضارعا، والمضارعة المشابهة، ووجه مشابهته للاسم أنه يعرب مثله، ولا يبنى إلا لعارض، والإعراب أصل في الأسماء. والفعل المضارع هو ما دل على حصول حدث في الحال ، ويبدأ في أربعة حروف : التاء ، الياء ، التوت ، والهمزة
-
الماضي : وضع للدلالة على وقوع الحدث قبل زمن المتكلم.
-
الأمر : طلب صادر من الأعلى إلى الأدنى ، وإذا كان من طلب من الأدنى إلى العلى سمي : دعاء ، اما إذا كان من النظير إلى النظير سمي : التماساً
-