زياد أبو رجائي
يكفي الشرط في كونه شرطًا توقف الجزاء عليه، لذلك فإنه بالتحقيق نجد تعليق أمر على أمر آخر
1. المبتدأ الموصول بصيغة العموم واقتران الخبر بالفاء
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (المائدة:38)
الزّانية والزّاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة (النور:2)
( ألْ ) الموصولة(1):وتدخل على الصفات وتدخل على أسماء الفاعل والمفعول،وهي تفيد العموم أي: كل من يسرق ، وهذا بقرينة دخول الفاء الخبر(2) لتضمين المبتدأ معنى الشرط؛ لأن ما في الفاء من معنى السببية أنزل الجملتين منزلة الشرط والجزاء. أي: "الفاء" التي معناها الدلالة على أن ما بعدها مسبب عما قبلها.
لذا فان السارق والسارقة مبتدا وجملة فاقطعوا هي الخبر، وجواب الشرط اقطعوا ايديهما، كما أن وقوع الفعل في سياق الشرط تكون إفادته للعموم( انظر صيغ العموم)
فليس تعسفاً ان نقول ان المقام مقام شرط، حيث ان الفاء قد أفصحت عن هذا ووضعته في حيز الشرط؛ ولا يتعذر ربط الشرط بالجزاء في سياق الكلام.
والتقدير هنا: إذا سرق أي شخص من ذكر او انثى فاقطعوا ايديهما
أمثلة:
واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعة منكم. (النساء:15)
(اللاتي ) اسم موصول يفيد العموم
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (التوبة:34)
(الذين) اسم موصول يفيد العموم
الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (ق:26)
(الذي) اسم موصول يفيد العموم؛ وهو مبتدأ يتضمن الشرط لاقتران الفاء في الخبر
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ(النحل:53)
(ما) موصول يفيد عموم النعم؛ وهي واقعة صفة لنكرة، مبتدأ يتضمن الشرط ، وجواب الشرط من الله.
2. التقديم المفيد للتعليل
وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً (الجن:18)
لأن أصل صياغة الكلام: لا تدعوا في المساجد مع الله احدا، فتم تقديم المساجد لله لابراز الاهمية، حيث ان العرب تقدم ذا شان ليفيد الاختصاص وتثبيت الحكم في الكلام لهذا المقدم.
وتقوية هذا الحكم بـ (أن) لتاكيد ذلك الحكم.
لذلك: تأمل بهذا التقديم؛ ستجد انه تعليل بلام محذوفة؛ أي: بسبب ان المساجد لله وحده فلا ينغي دعوة غير الله فيه
وتقديرالمعنى : ولأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً.
مثال:
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ(الانعام:153)
3. تقديم المعمول على عامله المقترن بحرف الفاء (انظر هنا)
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الزمر:66)
4. الفعل المضارع المجزوم بعد فعل الأمر يدل على معنى شرط
أسلم تدخل الجنة
اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ(الاحزاب:70-71)
اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الحدي:28)
5. جزم المضارع الواقع -مباشرة- في جملة بعد جملة الصلة
ويقتضي أن تكون الجملة الفعلية المتضمنة فعل المضارع متعلقة على جملة الصلة.
الذي يكرمني أكرمْه
6. جزم المضارع الواقع -مباشرة- في جملة بعد جملة واقعة صفة لنكرة
الذي يقول الحق أحترمْه
7. عطف جملتين بفاء السببية واكتفي بضمير واحد في إحداهما
زيد جاء عمرو فأكرمه
والتقدير: زيد لما جاء عمرو أكرمه
8. (أما) حرف يتضمن شرط (انظر هنا)
وهي نائبة عن أداة شرط وجملته
أمّا زيد فذاهب
والتقدير: مهما يكن من شيء فزيد ذاهب
(1) ذكرتها بـ: الموصولة ، لاختلاف وقع فيها ما بين الحرف الموصول او الاسم الموصول وهذا هو أقرب المذاهب إلى الصواب؛وهو مذهب الجمهور، بخلاف الاخفش الذي قال بانها لا تعدو كونها أل التعريف
(2) على مذهب الأخفش والمبرد والكوفيين؛ لأن جملة الشرط والجواب بمنزلة الجملة الواحدة، وخالف سيبويه هذا التضمين لأنه اعتبر ذلك جملتين والخبر محذوف.
ويجوز ان تكون الفاء على شرط محذوف تقديره من الكلام المقدم: ففي(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) إذا علمتَ أحوالهم هذه فبشّرهم بعذاب ذي ألم شديد
أوّل رَجُل قطعت يده في الإسلام الخيارُ بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، وأوّل امرأة قطعت يَدها المخزوميةُ مُرّةُ بنتُ سفيان